شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً من إمارات الساحل المتصالح عام ١٨٢٠، إلى الاتحاد الذي ظهر إلى النور في أعقاب الاستقلال عن بريطانيا في ديسمبر من عام ١٩٧١، والذي ضم إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القوين والفجيرة ورأس الخيمة. وشهد الاتحاد، المتمثل في دولة الإمارات العربية المتحدة، تقدماً هائلاً منذ أيام إمارات الساحل المتصالح، ليصبح من أكثر الدول الفتية إثارة للإعجاب، والوجهة المفضلة للشركات والأفراد من أصحاب الشغف والطموح.
تَدين دولة الإمارات العربية المتحدة بنهضتها المذهلة إلى البصيرة والرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة لمؤسِّسها المغفور له، صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. فقد كان قائداً مُلهَماً محبَّاً لشعبه، أدرك التحديات والفرص التنموية التي رافقت اكتشاف النفط عام 1950 وبداية تصديره من أبوظبي عام 1962. إن نهجه الذي ركز على النظر نحو آفاق المستقبل ونشر مبادئ التسامح لم يقتصر على إدماج الأفكار الجديدة في الأطر التقليدية للحكم في دولة الإمارات وحسب، بل جعله أيضاً معروفاً كرسول للسلام والتنوير في كل ربوع العالم الإسلامي، هذا فضلاً عن إقامة علاقات استراتيجية وثيقة مع دول الغرب.اليوم، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً ماليـاً وثقافيـاً ورياضيـاً على مستوى المجتمع الدولي بثاني أكبر اقتصاد في مجلس التعاون الخليجـي، وخامس أكبر مُصدّرٍ للنفط على مستوى العالم باحتياطيات نفطية مؤكدة تكفي لمدة مئة عام قادمة.
شهد الاقتصاد الإماراتي، الذي تأسس في بداية عهده على عائدات النفط، تنوّعاً اليوم ليشمل قطاعات السياحة والعقارات والتجارة، ليبدأ مراحل تشييد أبرز المعالم المعمارية والمطارات العالمية مروراً باستضافة المعارض وبطولات الكريكيت والتنس والغولف ذات المستوى العالمي، ثم سباق الفورمولا 1 في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة.